أنه من الغريب أو أذا صدق القول “نندهش” عندما تعرف أن تم أختراع كلا من الدراجة والسيارة قد سبق اختراع القطار , لكن هذا ما حدث بالفعل إلى ان تم أختراع القطار سنة 1814 ولكن هذا التأخر كان من حسن الطالع لأنه كان من المفترض أن يتيح العلماء الوقت الوقت اللازم للتطوير الالة البخار ية وتجربتها فى السفن والسيارات وقد شهد العلماء تجريب الالة البخارية فى السفينة “شارلوت” ثم السفينة “كليرمونت” وتأكدوا أن الستقبل كله للالات البخارية.
“كلير مونت” و”جورج ستيفنسون” كانا يعملان على أحدى الالات رفعة للمياه فى المناجم , وكان من  “ستيفنسون” قليل الحظ فى التعليم , بل أنه كان لا يعرف القراءة والكتابة , ولكنه كان مولعا بالالات وبمعرفة كل شئ عنها وقد حصل على قسط من التعليم بعد ذلك ليتمكن من من دراسة الالات خاصة بعد أن سمع عن تجارب التى أجريت على العربات البخارية “السيارات” ونجاح هذه التجاراب كما  علم أن هذه التجارب قد لاقت الكثير من القبول لدى الذين تحمسوا لها وعلى العكس كان”ستيفنسون” كان يرى أن لن تنتج الكثير من السيارات لانها صغيرة الحجم , لا تحمل عددا كبير من الركاب , ولأنها لن تكون مريحة خاصة أن الطرق فى هذا العصر كانت سيئة الى حد بعيد وهكذا سيطرت على ذهن “ستفنسون” فكرة جديدة أكثر عملية من السيارة وهى أنشاء باخرة تضم عدد من العربات , وتحمل عددا كبيرا من الركاب , وتسير على قضبان حركاتها أكثر توازنا وراحة وتكون اكثر سرعة من السيارة.

ويقول “فلتشريد ان”  أن الفحم فى هذا الوقت كان ينقل من منجم”يتليخورت” الذى يعمل به “ستيفنسون” إلى نقطة على بعد  ثمانية أميال لتحمله السفن, والعادة أن يتم هذا النقل بما كانوا يطلقون عليه طريق الترام وهو عبارة عن مجموعة من الضبان الخشبية فوقها بقة من الحديد تسير عليها العربات التى تجرها الخيول , وحث “ستيفنسون” أصحاب المنجم ليوكلوا إليه أمر إقامة ما أسماه ألة السفر, والتى ستحل محل الخيول , وكان يجب ان تكون جميع أجزاء الالة الجديدة صغيرة وضيقة أضيق من ألة رفع المياه , وأن تصف الالة بطريقة مختلفة , لذلك لم يكن الأمر هينا , ومع كل ذلك تمكن “ستينسون” من صنع القاطرة فى 25 يوليو عام 1814 بدات أول ألة تسير على القضبان بنجاح وهى عربات الفحم التى تنقل الفحم من المنجم الى المكان التى تنتظر فيه السفن.
نجحت بالفعل قاطرة “ستينفون” ولكن ظلت عملها محدد فى جانب نقل الفحم من المناجم على الخط الصغير القئم بين الفحم والميناء ولم يفكر احد حتى “ستيفنسون” على أنشاء خط حديدى يمتد الى مسافات أبعد لأن تكلفة انشاء خط حديدى فى ذلك الوفت كان مكلف ومرتفعة الثمن ولا يستطع فرد واحد على أنشائها لهذا ظلت قاطرة “ستيفنسون” تعمل فى  نقل الفحم إلى ان فكرة جماعة فى أنشاء أول طريق حديدى بين بلدتى “مستوكتون”و”دار لبختون” , وكان هذا الخط الحديدى يستهدفالعربات التى تجرها الخيول فى نقل الركاب وسمع “ستيفنسون” برغبة هؤلاء الناس فى إنشاء هذ الخط الحديدى فطلب منهم السماح بتجربة قاطرته عليه وان يساهم بنفسه بوضع القضبان شريطة ان لا تكون بها منحدرات حادة لأن القاطرة الاولى لم تكن قوية بحيث تتحمل صعود المنحدرات الحادة , وفى عام 1825 تم أفتتاح أول خط حديدى وقاد “ستيفنسون” بنفسه القاطرة.
وكان من الغريب انه فى تلك البديات أنه كان ناك رجل بالتلويح بعلم أحمر لتحذير الناس من القطار القادم , تمام كما حدث بعد أختراع السيارات التى كانت تتجاوز سرعتها 6.5 كم حيث نص القانون فى بعض البلاد على ضرورة أن يقوم رجل بالتلويح بعلم أحمر من فوق جدار يسبق السيارة ليحذر الناس قبل قدومها وقد ساهم هذا القانون بالطبع فى تاخر تطور السيارات وانتشارها , لكنه كان يعكس مدى الخوف من الألات الجديدة التى تتحرك بها السيارات بسرعة لكن بالطبع مان الأمر يختلف بالنسبة للقطارات.
وأخيرا نجحت قاطرة “ستيفنسون” فى تجربتها على الخط الحديدى الأول بين “ستكركون” و”مارلبخون” وكان هذا النجاح حافزا لجماعة أخرى من الناس على أنشاء خط حديدى مماثل بين مدينتى “ليفربول” و “مانشيستر”.